ما الذي يجعل من الإنسان ثرياً؟ وهل الثراء أمر وراثي أم أن التعليم يلعب دوراً في ذلك؟ وما هي الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان ليصبح ثرياً؟ مجموعة من الأسئلة حاولت إحدى النظريات المثيرة للجدل الإجابة عليها من خلال الربط بين الثراء والجينات الوراثية.
أظهر بحث أجراه به كراوس وكيلتنير من جامعة كاليفورنيا بيركلي، بأن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم من طبقة اجتماعية عليا، يعتقدون بأن الفروق الاجتماعية تعزى إلى عوامل وراثية، ولقيت هذه النظرية قبولاً لدى العديد من الأثرياء، في حين عبر أفراد الطبقات الاجتماعية المتوسطة والدنيا عن عدم رضاهم عن هذا التفسير المجحف بحقهم.
وقبل أن نبت في موضوع جينات الثراء، علينا أن نأخذ بالاعتبار ما خلصت إليه بعض الدراسات السابقة بأن الدخل و التحصيل العلمي و المركز الوظيفي أمور تتأثر بالجينات، فعلى سبيل المثال يعزو الباحثون في جامعة إدنبرة صفات النجاح كالإصرار و التحكم بالذات إلى جينات معينة بحسب موقع لايف هاك.
صفات وراثية للأثرياء
وكانت إحدى الدراسات التي أجريت من قبل محطة "سي إن إن" وشارك فيها جايمس غوتفورشت الذي يدير شركة "استشاريي علم نفس المال" في لوس أنجلوس، كشفت بأن بعض الصفات الشخصية تلعب دوراً هاماً في الحصول على الثروة، ومنها الرغبة في الاستقلالية في العمل، وعدم الاعتماد على الراتب، بالإضافة إلى النشاط والقدرة على تحمل ضغط العمل لساعات طويلة ناهيك عن الثقة بالنفس.
ويقول المدرب الاستراتيجي لجني الثروات في شركة "أسنت لإدارة رؤوس الأموال" كريستين آرمسترونغ: إن "الكثير من عملاء هذه الشركة هم قوة من قوى الطبيعة، ويملكون مقدرات مميزة على حشد جهودهم وطاقاتهم عندما تسنح لهم الفرصة.
صفات مكتسبة
ويشير علماء النفس إلى أن كبار الأثرياء يتحلون بصفة التواضع، ولا يسعون إلى تغيير أسلوب حياتهم بما يتناسب مع نمو ثرواتهم، إلا أنهم يستغلون أموالهم في تطوير أعمالهم، ويعتقد العلماء بأن الكثير من هذه الصفات يمكن أن يكتسبها المرء، وليس بالضرورة أن تكون موروثة.
وفي الوقت الذي لاتزال هذه النظريات مجرد فرضيات بحاجة إلى براهين علمية دامغة، فإن من الضروري بذل الجهد والتحلي بالثقة بالنفس والإيمان بالمقدرات الشخصية للوصول إلى النجاح وجمع الثروة.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق