تبدأ القصة كما جاءت في كتاب ” ومضات إبداعية ” عام 1830 حين وقف الطاهي البلجيكي في مطبخه مزهوا بسرعته في إعداد الوجبات ، وبعد أن قطع البطاطس إلى مكعبات صغيرة أخطأ وبدلا من وضعها في إناء الطبخ ، قذف بها في إناء به زيت حار .
لم يتضايق الطاهي كثيرا وقرر التخلص من تلك القطع ويقوم بإعداد غيرها ، لكنة فوجئ بأن البطاطس التي لديه قد نفذت ، وبينما كان يفكر في الخروج من هذا المأزق امتلأ المطبخ برائحة جميلة .
وبعد أن انتشرت الرائحة الذكية في أنحاء المطعم ، أدرك الطاهي أنه يستطيع أن يقدم هذه البطاطس لزبائنه .
وعندما سألوه عن اسم هذه الوصفة الجديدة في تحضير البطاطس قال بالفرنسية ” pommes frites أي بطاطس محمرة .
وانتشرت الوصفة بسرعة وكثر الاقبال عليها ليس فقط في بلجيكا وفرنسا بل في العالم أجمع .
هوس البطاطس
أصبحت البطاطس هوس وعشق كثير من الناس ويقبل عليها الكبار قبل الصغار مع إضافة الكاتشب والمايونيز وبعض التوايل الخاصة ، وصل الأمر في بعض البلدان إلى تخصيص محلات وعربات وأكشاك خاصة بها تقف أمام المدارس والجامعات وفي المناطق الحية وتباع في قراطيس .
ووصلت درجة عشق البطاطس إلى أن أقيمت حملة في بلجيكا لجعل البطاطس المقلية جزءا من التراث البلجيكي ، حيث بلغ عدد عربات البطاطس نحو 5000 عربة ، وهو ما يجعلها إذا قيست وفق عدد السكان أكثر 10 أمثال من مطاعم ماكدونالدز في الولايات المتحدة .
وانتزعت الحملة اعتراف حكومة ” منطقة الفلاندرز ” التي تتحدث الهولندية بالبطاطس المقلية هذا العام كجزء لا يتجزأ من الثقافة الوطنية.
خطر يهدد الصحة
ولكن مؤخرا انتشرت العديد من الدراسات التي تحذر من كثرة تناول المقليات وخصوصا البطاطس المقلية بسبب كثررة السعرات الحرارية بها ، والتي بدورها من الممكن أن تتسبب في حدوث العديد من الأمراض .
حيث أفاد تقرير نشرته مجلة “الغذاء الصحي” في عددها الصادر بتاريخ ديسمبر 2014، بأن تناول الأطعمة المقلية والدسمة الغنية بالدهون المشبعة يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 60%.
ودعا التقرير إلى أهمية الحد قدر المستطاع من تناول البطاطس المقلية بالزيت، واستبدالها بالبطاطس المحمرة بالفرن مع القليل من الزيت أو شوى البطاطس بالفرن وتناولها مع القليل من اللبن والثوم، حيث لا تسبب أي مشاكل صحية عند تناولها باعتدال.
وكشفت دراسة طبية حديثة أن تناول البرجر والبطاطس المقلية ليس فقط يمكن أن يؤثر على مقاس الخصر ولكنه يؤثر سلباً على المخ أيضاً.
فقد وجد الباحثون أن الإكثار من تناول مثل هذه الوجبات بين الذين تتراوح أعمارهم حول 14 عاماً، يؤدي إلى انخفاض المهام الإدراكية والعقلية لهم في سن الـ 17 .
وأثبتت الدراسة أن المشاركين الذين تناولوا كميات كبيرة من طعام “الوجبات سريعة التجهيز”، مثل البطاطس المقلية، واللحوم الحمراء المصنعة والمشروبات الغازية، عانوا من تداعيات سلبية أثرت على سرعة رد الفعل والقدرة العقلية والانتباه البصري ومهارات التعلم وقوة الذاكرة.
قالت منظمة الرقابة الغذائية الأوروبية إن مادة تسمى “أكريلامايد” توجد في القهوة ومنتجات البطاطس المقلية والبسكويت والخبز المقرمش والخبز الفينو وبعض أغذية الأطفال تسبب مرض السرطان، كما أن الأطفال هم الشريحة العمرية الأكثر تعرضًا لضرر تلك المادة.
كما وأكد الدكتور محمد حلمي أخصائي العلاج الطبيعي والسمنة والنحافة وماجستير في التغذية العلاجية، أن البطاطس المقلية شرائح ” الشيبسي ” التي يتم وضعها بأكياس لكى تصبح جاهزة للأكل، تعد خطراً على صحة الإنسان .
وأشار حلمي إلى أن الشيبسي يحتوي على سعرات حرارية عالية، حيث إن أكل كيس كبير من الشيبسي يعد بمثابة شرب زجاجة من الزيت ،وتتم عملية قلي الشيبسي بوضعه فى زيت عميق ويكون الزيت مؤكسداً، وذلك بسبب إعادة استخدامه لأكثر من مرة وربما أكثر من أسبوع قبل اتخاذ قرار تغييره .
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق