منذ أن ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أصاب الكون الغيث، فقد أغاثهم بالدين الحق الذي أرسله الله سبحانه وتعالى به ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، بل كان غوثًا للناس قبل بعثته وفي طفولته، في حادثة شهيرة تناقلها العرب وروي فيها شعرًا حفظه كثير من الناس.
في يوم من الأيام وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال طفلًا، أصاب أهل مكة قحط شديد، فرأى نفر كثير من قريش رجالًا ونساءً أن الله لن يأتي لهم بالمطر؛ إلا إذا دعا لهم رجل رأوه بهيئته، وعرفوه بصفته، ومعه ابن صغير له.
فلما قصُّوا ما رأوه، وجدوا أن تلك الصفة لا تنطبق إلا على عبد المطلب وسيدنا محمد ولد ولده عبد الله، فأخذه عبدالمطلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو طفل صغير، وصعد به إلى جبل أبى قبيس المطل على الكعبة، ورفع يده يدعو الله وهو ممسك بيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فستاجب الله له وأنزل المطر كأفواه القرب، وحينها أنشد أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصدية طويلة قال في مطلعها:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذُ به الهُلاَّك من آل هاشمٍ *** فهم عنده في رحـمةٍ وفواضل
وقد تذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الواقعة وضحك حتى بانت أسنانه، وذلك عندما أتاه رجل أعرابي يشتكي القحط، فقام رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء، ودعا فما رد يديه حتى أمطرت السماء مطرًا غزيرًا، فجاء الناس يضجون من المطر خوفًا من الغرق، فضحك رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، من ينشدنا قوله: فقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كأنك تريد قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذُ به الهُلاَّك من آل هاشمٍ *** فهم عنده في رحـمةٍ وفواضل
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق