تعرّض مقيمون في دبي لعمليات ابتزاز جنسية من أشخاص استدرجوهم إلى محادثات بالفيديو عبر تطبيقات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «بادو» و «فيس بوك» و «سكايب»، من ثم سجلوا لهم مقاطع مخلة وهددوهم بها،وكشف مصدر أمني لـ«الإمارات اليوم» أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي سجلت حالات عدة لأشخاص تعرضوا للاحتيال بالطريقة نفسها.
وقال أحد الضحايا لـ«الإمارات اليوم» إنه تعرف إلى امرأة عبر تطبيق «بادو» الذي يتيح فرصة التعارف على أشخاص في المحيط الجغرافي الذي يقيم فيه، وعلم منها أنها مطلقة،وتابع أنه تحادث معها بعض الوقت، وحاولت الحصول على معلومات شخصية، وطلبت منه الحديث معها عبر «سكايب» فتجاوب معها وقال إنه وقع بسذاجة في الفخ، بعدما وضعت المرأة عدداً من الصور على حسابها في تطبيق «بادو».
واستخدمت خدعة محكمة حين تواصلت معه لأول مرة عبر «سكايب» إذ عرضت فيديو لامرأة تقوم بحركات إغراء،وتابع أنها طلبت منه التعري أمامها فرفض في البداية، لكن في ظل إلحاحها وافق على خلع ملابسه نسبياً، واستمر في الحديث معها إلى أن وضعت له رابطاً لفيديو على موقع «يوتيوب»، وأصيب بصدمة كبرى حين شاهده، إذ رأى نفسه عارياً، واكتشف أن الطرف الآخر كان يصوره بالفيديو.
وأشار إلى أنه هدد وتوعد محدثه، الذي كشف له عن وجهه الحقيقي، قائلاً إنه سيبلغ الشرطة، لكن الشخص الذي كان يحدثه أبلغه بأنه لا يبالي، لكنه يستطيع أن يسوي المسألة ودياً معه إذا دفع مبلغ 10 آلاف درهم. وأوضح أنه رفض الابتزاز، لكن الأخير هدده بنشر الفيديو في حسابه على «فيس بوك» و«تويتر» ويفضحه بين أصدقائه، في حال عدم دفع المبلغ. وقال شخص آخر إنه تلقى رسالة عبر «فيس بوك» من امرأة أضافها حديثاً إلى أصدقائه، وأنها كانت تضع صورة جميلة، وحادثته عبر الرسائل، ثم طلبت منه الدردشة بالفيديو عبر الموقع نفسه،وتابع: «وافقت على نقل الحديث إلى (سكايب) وطلبت مني خلع ملابسي، لكنني لم أستجب لارتيابي في أمرها».
وأشار إلى أنها حاولت إغواءه، لكنه رفض خلع ملابسه وسألها عما تحاول الوصول إليه، فرد الطرف الآخر يائساً: «أنا شاب وأحتاج إلى المال ويمكن الاستفادة من خدماتي»، فرفض التجاوب معه، فتركه بعد أن أدرك فشل محاولته لابتزازه. وقال ضحية آخر إنه تلقى طلب إضافة من فتاة عبر «فيس بوك» وقبل صداقتها، فأرسلت تستفسر عن هويته ووظيفته. ثم قالت له مباشرة: «لماذا لا نتحادث بالفيديو عبر سكايب؟»، فأدرك أنها عملية احتيال، وحاول التجاوب مع المحتال تمهيداً لإبلاغ شرطة دبي «حتى لا يتمكن المحتال من الإيقاع بضحايا آخرين، لكنه أدرك أنني كشفت حيلته فلم يتحدث معي مجدداً».
إلى ذلك، قال مصدر في شرطة دبي إن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية سجلت حالات ابتزاز عدة لضحايا رجال يفترض أنهم ناضجون، ومنهم مسنون، تم تصويرهم في أوضاع مخلة، ومن ثم تهديدهم بالصور. وأضاف أن «هناك أشخاصاً لديهم شجاعة كافية للتواصل مع الشرطة للمساعدة في ضبط المبتزين، لكن الإشكالية في من يعزفون عن إبلاغ الشرطة، ويخضعون للابتزاز».
وأكد أن «شرطة دبي تتعامل مع هذه الحالات بسرية، وتتفهم أن البعض قد يخطئ ويستدرج لمثل هذه التصرفات المخلة، لكن الخطأ الأكبر في التكتم وترك هؤلاء المجرمين الخطرين يوقعون ضحايا آخرين»،وأوضح أن هذه الجريمة تحديداً تترك أثراً نفسياً سيئاً لدى المجني عليه، وربما تؤدي إلى تدمير أسر، لافتاً إلى أن بعض الضحايا يلجأون إلى الشرطة بعد استجابتهم للمبتزين، حين يكتشفون أن عملية الابتزاز لا تنتهي بمجرد الدفع.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق