تم اكتشاف مجمع ديني قديم يحتوي على ما يسمى بـ "بوابات العالم السفلي" بالقرب من مدينة باموكالي وتعني قلعة القطن أو ما كانت تسمى بـ "هيرابوليس" في العصور الوسطى والتي كانت باعتقاد سكان آسيا الوسطى القديمة تجسد جهنم مع العلم أن المدينة مدرجة ضمن الإرث العالمي لمنظمة اليونيسكو، وتعتبر المدينة الآن منتجعاً شهيراً في تركيا وهو محط اهتمام السياح من جميع أنحاء العالم.يؤم حالياً مدينة باموكالي الآلاف من السياح سنوياً وذلك ليس فقط للاستمتاع بالمناظر الخلابة من مدرجات المياه البيضاء المبهرة من الحجر الجيري ولكن من اجل الاستحمام في الينابيع الساخنة الطبيعية.
بلوتو وعالم البرزخيعتقد علماء الآثار الإيطاليين بأن هذه المنطقة كانت مشهورة منذ ألفين عام وتحظى بشعبية كبيرة ليس فقط أمام السياح، وهنا يشير فرانتشيسكو داندريا وهو بروفسور من جامعة سالينتينو قائلاً: "من خلال دراسة الينابيع الساخنة في باموكالي اكتشفنا حرم بلوتو ملك عالم البرزخ".ويضم المجمع الديني إلى جانب الحرم حوض للسباحة وكهف يؤدي إلى سراديب تحت الأرض بالإضافة إلى مدرجات تعلو الكهف. يشار إلى علماء الآثار يقومون حالياً بدراسة المجمع القديم .
أبواب جهنماعتقد الناس قديماً أن الكهف عبارة عن بوابة إلى العالم السفلي والمقصود هنا بالعالم السفلي الجحيم. وقد كتب المؤرخ اليوناني غيوغراف سترابون قائلاً: "إن البخار الصاعد كثيف جداً لدرجة أنه يملئ الكهف ويخفي الأرض فعلى سبيل المثال: في حال سقوط أي حيوان هناك فإنه سيموت على الفور وهذا ما استنتجته عندما قمت بإدخال بعض العصافير التي اختنقت أمام أعيني وسقطت ميتة".ويشير فرانتشيسكو داندريا قائلاً: "نحن أيضاً واجهنا حالة من الاختناق وضيق التنفس المميت في الكهف أثناء عملية الاستكشاف علماً أن بعض الطيور ماتت على الفور لدى اقترابها من البخار الساخن وأعتقد أن السبب على ما يبدو هو أن البخار يحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون".يعتقد العلماء أن المجمع كان مزاراً للحج وكان الجوالة يتأثرون من البخار السام عندما كانوا يقيمون ليلاً بالقرب من الكهف وبالتالي كانوا يصابون بشيء من الهلوسة يفسرونها على أنها نبوءة.
الكهنة وأبواب جهنمفي ذلك الوقت كان يسمح فقط للكهنة الاقتراب من الكهف وذلك عندما كانوا يقيمون في أيام خاصة طقوساً دينية أمام بوابات جهنم .ويتابع فرانتشيسكو حديثه قائلاً: "إن المدرجات الحجرية متوضعة فوق الكهف مقابل حرم بلوتو بحيث لا يمكن رؤية الكهف نفسه بشكل مباشر، لكن كان يسمح لبعض الناس العاديين رؤية الكهنة وهم يؤدون طقوسهم الدينية أمام الكهف على سبيل المثال عندما كانوا يقومون بتقديم الثيران كأضحية.آخر معقل للوثنيةلقد بقي معبد بلوتو يحافظ على مكانته الدينية حتى بعد اعتناق سكان المنطقة المسيحية ولا يستبعد أن يكون هذا المعبد ملاذاً للأشخاص الذين يحافظون على ولائهم لديانة أسلافهم.لكن وفي القرن السادس ميلادي اعتقد المسيحيون أنه لا ينبغي وجود أماكن وثنية بالقرب منهم ولذلك تم تدمير معبد بلوتو ولم يعرف مصير رجال الكهنة والرعية التي كانت تؤم هذا المزار، ومن المتوقع أن مصيرهم كان الموت أو النفي من موطنهم أو اعتناق الديانة الجديدة.لقد شهدت المنطقة زلازل عديدة حوّلت ليس فقط المعبد وإنما مدينة هيرابوليس اليونانية القديمة إلى أنقاض. وبعد مرور قرون من الزمن تأسست مدينة باموكالي التركية الجديدة مكان المدينة اليونانية.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق