دعا رجل دين إيراني، وهو آية الله علي سعيدي، خلال كلمة ألقاها في تجمع بمدينة بوشهر (جنوبي البلاد) النظام الإيراني إلى استخدام المظاهرات والمسيرات تمهيداً لظهور المهدي المنتظر، كما طالب بتحويل "دعم القضية الفلسطينية والوقوف بوجه أميركا" إلى وسيلة تمهد هي الأخرى لظهور "إمام العصر"، على حد قوله.وأهمية هذا التصريح هو أنه جاء على لسان آية الله علي سعيدي الذي يعتبر ليس فقط ممثلاً للمرشد الأعلى للنظام في الحرس الثوري بل رجل دين ينتمي للتيار المتشدد ويميل بشدة للتشيّع التقليدي المحافظ.وفي هذا السياق، نقل موقع وكالة أنباء "تسنيم"، القريبة من الحرس الثوري، أقوال سعيدي التي ألقاها السبت الماضي حيث لاحظ أن "الاستعداد الفردي والمسيرات ودعم القضية الفسلطينية والوقوف بوجه أميركا والجهوزية الداخلية والإقليمية والدولية كلها أدوات يجب استغلالها بغية فتح الطريق لظهور المهدي المنتظر". ولم يقدم المسؤول الإيراني أي توضيحات إضافية حول كيفية استغلال هذه الوسائل بهدف "تعجيل" ظهور "إمام الزمان"، أي المهدي المنتظر، الذي بدأت غيبته الكبرى - حسب الروايات الشيعية الاثنا عشرية - منذ 4 شوال عام 329 للهجرة والتي سبقتها الغيبة الصغرى بـ72 عاماً.العقوبات والمهدي المنتظروكان آية الله علي سعيدي أطلق العام الماضي تصريحات مثيرة ربط فيها بين العقوبات المفروضة على طهران نتيجة أنشطتها النووية والمهدي المنتظر، معتبراً الحظر الاقتصادي الذي ألمّ بالحياة المعيشية للإيرانيين مقدمة لظهور المهدي المنتظر.وعلى صعيد، متصل قال عبدالله حاجي صادقي، نائب علي سعيدي في ممثلية المرشد الأعلى بالحرس الثوري، أمس الاثنين، في مدينة قم: "ينبغي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تأخذ على عاتقها مهمة التحضير لظهور إمام الزمان".وأردف قائلاً إن "الاستكبار (وهو مصطلح يطلق في أدبيات إيران على الغرب بقيادة الولايات المتحدة) يهاب الإسلام والعالم بأسره يهاب عظمة إيران بشدة"، على حد قوله.ولم يكشف صادقي عن أسباب تخوف العالم من الجمهورية الإيرانية، موضحاً أن بلاده والاستكبار يكرهان بعضهما بعضاً، كما استبعد التعامل بين الجانبين.وتأتي هذا التصريحات التي تتحدث عن العداء مع أميركا والغرب تزامناً مع الحملة الدولية التي تشنها حكومة الرئيس حسن روحاني لكسب ثقة العالم؛ بغية ترميم علاقات بلاده المتصدعة مع الكثير من عواصم المعمورة، وكذلك بغية إثبات سلمية الأنشطة النووية الإيرانية التي أثارت في السنوات الأخيرة شكوكاً كثيرة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق