يعمل فريق من الخبراء في جامعة رادبود نيميغن على علاج يمكنه محو الذكريات غير المرغوب فيها، باستخدام التيار الكهربائي الموجه إلى الدماغ، بحيث يقطع عملية تخزين الذكريات وبالتالي يساعد على علاج الصدمات النفسية والاضطرابات النفسية وإدمان المخدرات. قال ماريجن كروس، عالم الأعصاب في الجامعة والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن تأثير الومضات الكهربائية يكون قوي جدًا، لذلك يستخدم في علاج بعض الأمراض النفسية المستعصية. وهذا الأسلوب يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة لأمراض مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وحتى الإدمان، وكلها تنطوي على الذكريات ويمكن أن تكون مدمرة.
رد فعل يشبه الصرع
ومن المعروف أن العلاج بالصدمة الكهربائية يستخدم كعلاج أخير عندما تفشل جميع التدابير الأخرى، لأن عوارضه الجانبية خطيرة، من بينها فقدان الذاكرة. من هنا انطلق الخبراء لتحويل هذا العارض الجانبي إلى علاج يساعد على التخلص من الذكريات غير المرغوب فيها. ويقول كروس: "يتم تخزين الذكريات في حلقات بين الخلايا في الدماغ، وهذه الاتصالات تستغرق بعض الوقت لتصبح دائمة، في حال قمنا بمقاطعة هذه العملية، سنفقد الاتصال بين الخلايا تمامًا وبالتالي نمحو الذكرى".
يصل التيار الكهربائي إلى الدماغ من خلال أسلاك متصلة بجهاز إرسال يبعث نبضات كهربائية من خلال الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى رد فعل مماثل لنوبة الصرع. وأجرى الدكتور كروس وفريقه البحثي تجربة محو الذاكرة مع المرضى الذين كانوا يخضعون بالفعل لعلاج بالصدمات الكهربائية لعلاج الاكتئاب الشديد، فعرضوا عليهم في البداية مجموعتين من الصور التي تروي قصة عاطفية. وبعد 24 ساعة من جلسة العلاج بالصدمات الكهربائية، طلبوا منهم تذكر القصة فعجزوا عن ذلك.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق