كان بانتظار أحد الشواطئ إقليم كانتابريا الإسبانية مفاجئة مذهلة ومخيفة قليلاً عندما شاهدوا جثة لحبار كاملة مستلقية على رمال الشاطئ. يشار إلى أن هذا الحيوان البحري الغامض الذي يزن قرابة 180 كغ ويبلغ طوله نحو 10 م يطلق عليه في العالم العلمي بالسبيدج العملاق.جدير بالذكر أن الحبار الذي تم العثور عليه على شاطئ صخري تم نقله إلى متحف كانتابريا البحري، حيث تم هناك معالجته وتجميده إلى حين البت في أمره من قبل الحكومة والعلماء.ووفقاً لصحيفة دياريو مونتانيس فإن إدارة المدينة تصر على ضرورة عرض الحبار العملاق على مرأى الجمهور، في حين أن العلماء على العكس من ذلك تماماً، يريدون استخدام هذه الفرصة النادرة للقيام بتحليل ودراسة معمقة عليه وتشريحه وتقطيعه إلى أجزاء متعددة.على أي حال فإن هذه اللقية تعتبر أعجوبة على الرغم من جميع الخلافات والجدال الذي نشب حول هذا الحبار العملاق والذي يعتبر من أكبر اللافقاريات التي يصعب اصطيادها على كوكب الأرض ولذلك لا توجد هناك معلومات كافية عنه.يعيش الحبار على عمق يتراوح بين 300-900 م مما يصعب على العلماء التقاطه من أجل إجراء الأبحاث عليه، علاوة على أن الحبار الذي تم العثور عليه سابقاً لم يكن في مثل هذه الحالة الجيدة للحبار العملاق الذي وجد مؤخراً على شواطئ إسبانيا.على الرغم من كل ذلك فإن المحار العملاقة هي محط اهتمام العلماء بشكل مستمر. على سبيل المثال في عام 2004 حصل الباحثون من اليابانيون على أول صور لحبار ضخم، وفي عام 2006 تمكنوا من التقاط أنثى الحبار التي بلغ طولها نحو 7 أمتار.وكقاعدة عامة، فإن الحبار العملاقة تعيش على اصطياد الأسماك والحبار الصغيرة، في حين يعتبر الحبار غذاءً شهياً لحيتان العنبر. وغالباً ما يشار إلى الحبار على أنها وحوش مخيفة في الكتب والمصادر الأدبية الأخرى، ولكن على الرغم من ذلك ليس هناك أي ذكر عن تعرض أي سفينة لهجوم من قبلها. ووفقاً لمعلومات نشرها متحف سميث سونيان الوطني للتاريخ الطبيعي فإن أكبر حبار عملاق تم ذكره في العلوم السابقة وصل طوله إلى نحو 13 م.وقد تمكن انريكي توليدو من تصوير الحبار العملاق الذي حط رحاله على ساحل كانتابريا، حيث أشار إلى أن هذا الحيوان مات وهو في البحر ولفظته المياه إلى الشاطئ بسبب التيارات الموجودة في وسط البحر، علماً أنه حافظ على كامل أعضائه إلا على رجل واحدة.كما أكد توليدو أن عين الحبار كانت وكأنها على قيد الحياة وهذا أمر ليس بالغريب نظراً لأنها كبيرة حيث يصل قطر الواحدة منها 25 سم. حالياً هناك عدد قليل من المتاحف التي تتباهى بوجود أجسام مثيلة لهذا الحبار.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق