العشر من ذى الحجة.. أيام أقسم الله بها في القرآن الكريم.. وقال عنها الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم: "أن العمل الصالح فيها أحب عند الله من الجهاد في سبيله".. أيام تجدد صلتك بالمولى سبحانه وتعالى.. فهل من تائب؟!.. فهل من فاعل خير ؟!يقول الله تعالى في سورة الفجر (آية 2): " وَلَيَالٍ عَشْرٍ" .وقد جاء في تفسير ابن كثير أن المراد بـ (ليال عشر) : عشر ذي الحجة . كما قاله ابن عباس ، وابن الزبير ، ومجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف .وأخرج البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام) - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
- فما قولك في أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من الجهاد في سبيله ؟!..فالعمل الصالح متنوع بين صيام وصدقة وصلاة وقيام ليل وصلة رحم .. وغيره الكثير والكثير..- فماذا أنت فاعل في هذه الأيام المباركات ؟!..- فمن أي باب من أبواب الجنة تريد أن تدخل – بإذن الرحمن - ؟!فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة) – رواه البخاري ومسلم.
وقد ورد أنه- صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصوم هذه الأيام، ففي سنن أبي داود وغيره عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة...
وفي مسند أحمد عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال له رجل: أريت صيام عرفة ؟ قال: (احتسب عند الله أن يكفر السنة الماضية والباقية).
فصيامك.. وصلاتك.. ودعائك.. وصلة رحمك.. وصدقتك.. وغيرها من الأعمال الصالحة لاشك أنها مشروعات صغيرة تواظب عليها وتخطط لها من الآن لتجني ثمارها وثوابها العظيم يوم العرض عليه..حدد من اليوم مع بداية هذه الأيام العظيمة .. كيف سيكون يومك ؟!- هل ستمر هذه الأيام عليك كأي أيام أخرى أم ستسعى لقطف ثمارها ؟!- هل ستشغل نفسك وتتبتعد عن الله أم ستقترب منه من جديد ؟!- هل انت حريص على اتمام مشروعك الصغير على أكمل وجه أم أنك ستتكاسل ؟!كل الأسئلة السابقة لا أحد يملك الحق في الرد عليها إلا أنت ؟! أجب بصدق واترك هوى نفسك وانتصر على شيطانك .. فالأجر كبير والثواب عظيم ..فإذا انتصرت على شيطانك وقهرت هوى نفسك، تابع معنا قراءة السطور القليلة القادمة:أفكار بسيطة تساعدك على اغتنام هذه الأيام:أولا: حاول قدر المستطاع أن تجعل من صيامك نصيب في هذه الأيام مع المحافظة على غض بصرك وحفظ لسانك عن الغيبة والنميمة .ثانيا: حافظ على صلاتك في أوقاتها، مع السنن وترديد أدعية مابعد الصلاة.ثالثا: تصدق ولو بالقليل واسعد محتاج في هذه الأيام المباركة، وفكر في مدى السعادة التي ستدخلها على قلب أسرة فقيرة في أيام العيد.رابعا: حافظ على قيام الليل، واغتنم ثلث الليل الأخير في الصلاة والدعاء والتسبيح.خامسا: حافظ يوميا على قيامك بصلة رحم لأحد من أقاربك حتى ولو عن طريق الهاتف.سادسا: اشغل يومك بالذكر والتسبيح والتكبير والتهليل وغيرها.سابعا: اجعل لك ورد يومي من القرآن حافظ عليه، وتستطيع أن تشغل يومك كله بالقرآن، مثلا عن طريق سماعه أو قراءته مع التفكر والتدبر في آياته ومعانيه.ثامنا: يمكنك القيام بزيارة جمعية من الجعيات الخيرية التي تهتم بالأيتام أو بكبار السن.
وفي النهاية.. تذكر دائما فضل الله – عز وجل – عليك ورحمته ومغفرته وقبوله لك في أي وقت وتهيأته الفرص لك للعودة والرجوع إليه ، واحرص على أن تكون من المسرعين إلى الله – عز وجل – السائرين على طريقه.. لبداء صفحة جديدة مع الله.جمعنا الله واياكم على حوض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ...
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق