ليله لايؤذن فيها الفجـر ينادي عليك و يقول يا ابن آدم أين سمعك ما أصمّك ؟أين بصرك ما أعماك؟أين لسانك ما أخرسك؟ أين ريحك الطيّب ما غيّرك؟أين مالك ما أفقرك؟فإذا وُضِعْتَ في القبرنادى عليك الملكيا ابن آدم جمعت الدنيا أمْ الدنيا جمعتك؟يا ابن آدم تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك؟يا ابن آدم استعددت للموت أمْ المنيّة عاجلتك؟يا ابن آدم خرجت من التراب و عدتَ إلى الترابخرجت من التراب بلا ذنب و عدتَ إلى الترابو كلّك ذنوب فإذا ما انفض الناس عنكو أقبل الليل لتقضي أول ليلة صبحها يوم القيامةليلةلا يؤذن فيها الفجرلم يقل المؤذّن يومها حي علي الصلاةانتهت الصلاةانتهت العباداتإنّ الذي سيؤذّن فجرها هو إسرافيلأيتها العظام النخرةأيتها اللحوم المتناثرةقومي لفصل القضاء بين يديّ الله رب العالمينإن الله يقول: و نُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعاًو يقول أيضاً: و حشرناهم فلم نغادر منهم أحداًعندما يُقبِلْ عليك ليل أول يوم في قبركينادي عليك مالك الملك و ملك الملوك يقول لكيا ابن آدم رجعوا و تركوك في الترابدفنوك و لو ظلّوا معك ما نفعوكو لمْ يبقَ لك إلا أنا الحيّ الذي لا أموتيا ابن آدم من تواضع لله رفعه و من تكبّر وضعه اللهعبدي أطعتنا فقرّبناكو عصيتنا فأمهلناكولو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناكإنّي و الإنس و الجنّ في نبأ عظيمأخلُقُ و يُعْبَدُ غيريأرزق و يُشكر سوايخيري إلى العباد نازل و شرّهم إليّ صاعدأتحببّ إليهم بنعمي و أنا الغنيّ عنهمو يتباغضون عنّي بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّمن عاد منهم ناديته من قريبومن بعُدَ منهم ناديته من بعيدأهل الذكر أهل عبادتيأهل شكري أهل زيادتيأهل طاعتي أهل محبتيأهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتيفإن تابوا فأنا حبيبهم فإنّي أحبّ التوابّين و أحب المتطهرينوإن لم يتوبوا فأنا طبيبهمأبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من الذنوب و المعاصيالحسنة عندي بعشر أمثالها و أزيدوالسيئة بمثلها و أعفواأنا أرأف بعبادي من الأم بولدها أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة والثبات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق