أدركت لجنة بريطانية أن نظام الشيخوخة والرعاية الصحية فيها مرشّح للدخول في أزمة جسيمة، إذ يتوقع أن يعيش نصف المولودين في بريطانيا بعد العام 2007 أكثر من 100 عام، والنظام المعمول به الآن غير مهيأ لتقديم الرعاية لعدد كبير من المسنين.
توصلت لجنة برلمانية بريطانية لتقصي الحقائق إلى تفاصيل مذهلة عن سكان بريطانيا الذين يهرمون بوتيرة متسارعة، وما يترتب على ذلك من أعباء لا تتحمّلها الخدمات الاجتماعية.وأطلقت البيانات التي إطلعت عليها اللجنة بشأن الاتجاهات السكانية في بريطانيا تحذيرات من العواقب الوخيمة لغياب خطة تتعامل مع الزيادة الحادة في عدد من تزيد أعمارهم على 65 عامًا.وقال اللورد فيلكن، رئيس اللجنة، إن نظام الخدمة الصحية المجانية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والإنفاق الحكومي والمجتمع عمومًا تواجه تغيرًا جذريًا نتيجة هذه الحقيقة.خطط مواجهةمن الأرقام التي إطلعت عليها اللجنة خلال عملها أن نصف الذين ولدوا بعد العام 2007 يستطيعون أن يتوقعوا العيش أكثر من 100 سنة، وأن عدد الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا سيزداد بنسبة 51 بالمئة خلال الفترة الواقعة بين 2010 و2030. كما اكتشفت اللجنة أن عدد الذين تزيد أعمارهم على 85 سنة سيتضاعف مرتين خلال هذا الفترة.وقال اللورد فيلكن إن آفاق التعمير سنوات أطول "هبة من الله"، مضيفًا أن الدراسات تشير إلى أن السعادة تبلغ ذروتها بعد سن التقاعد.لكن الأشهر الستة، التي أمضتها لجنته في تقصي الحقائق وجمع الأدلة، كشفت عن التأثير الهائل الذي ستتركه مثل هذه التغيرات في تركيبة السكان على كل ناحية تقريبًا من نواحي الحياة العامة في بريطانيا.ورأى اللورد فيلكن أن مثل هذه التغيرات الكبيرة وآثارها على الخدمات ومؤسسات الرعاية الاجتماعية بمرور الوقت تتطلب إعداد خطة لمواجهتها.أزمة جسيمةتركزت التحذيرات من آثار مثل هذه التغيرات السكانية على نظام الخدمات الصحية المجانية في بريطانيا. وانتقد فيلكن مديري مؤسسات الرعاية الصحية لتقاعسهم عن التنبؤ بمآل الأمور، في وقت أظهرت الأدلة التي جمعها الخبراء جسامة الأزمة التي تواجه المستشفيات ودور الرعاية.تشير التوقعات إلى زيادة عدد المسنين المصابين بإعاقة معتدلة أو شديدة بنسبة 32 بالمئة، وزيادة عدد المصابين بأمراض مزمنة بين من هم فوق سن الخامسة والستين بنسبة 32 إلى 50 بالمئة، بين اليوم والعام 2030.ونقلت صحيفة غارديان عن الأستاذة كارول جاغر، من جامعة نيوكاسل، قولها إن معدلات الاصابة بالأمراض الخمسة الأكثر انتشارًا بين من تزيد أعمارهم على 65 عامًا هي التهاب المفاصل والقلب والجلطة والسكري والخرف، وهذه ستزداد بنسبة 25 بالمئة بحلول العام 2020، وبنسبة تربو على 50 بالمئة بحلول العام 2030.معمرون جدًافي حين أوشارت سارة هاربر، البروفيسورة المختصة بالشيخوخة في جامعة أوكسفورد، لأعضاء اللجنة، إلى أن هناك نحو 8 ملايين شخص في بريطانيا من المتوقع أن يعيشوا 100 عام على الأقل، فيما يرى خبراء أن ما لا يقلّ عن 50 بالمئة من الأطفال الذين ولدوا منذ العام 2007 سيعمّرون إلى 103 أعوام.على المدى الأقرب، تتوقع وزارة الصحة البريطانية أن يزداد عدد من هم فوق سن الخامسة والستين بنسبة 51 بالمئة الفترة الممتدة حتى العام 2030، وأن يرتفع عدد من تزيد أعمارهم على 85 سنة بنسبة أعلى تبلغ 101 بالمئة خلال هذه الفترة.نظام قاصرلا يتعلق حجم التحدي بالأرقام وحدها، بل حذر الخبراء من أن نظام الخدمة الصحية في بريطانية ليس مهيئًا لمساعدة المسنين الذين يعانون أمراضًا مزمنة ومشاكل صحية معقدة.واعترف مسؤول في وزارة الصحة بأن المسنين يتلقون منهجيًا معاملة أسوأ مما يتلقاه الشباب، ومستويات أدنى من العلاج والتشخيص. نتيجة لمثل هذه الضغوط، تقدر أبحاث أجرتها مؤسسات صحية ومعهد الدراسات المالية أن يبلغ العجز في نظام الخدمات الصحية المجانية البريطاني 28 إلى 34 مليار جنيه إسترليني، وهو نسبة كبيرة من ميزانيته البالغة 110 مليارات جنيه إسترليني، بالرغم من أن هذه التقديرات افترضت تحقيق زيادة بطولية في إنتاجية العاملين في مؤسسات الخدمة الصحية.مدخل للإصلاحأما ميشيل ميتشل، مديرة منظمة إيج الخيرية فقالت إن: "المسنين اليوم في طليعة ثورة استثنائية في التعمير، تغيِّر بنية المجتمع تغييرًا جذريًا، لكن البرلمانيين كثيرًا ما ينظرون إلى الدلالات الأوسع لتغير التركيبة السكانية من خلال عدسات ضيقة تحددها صلاحيات لجان مختصة".ونوهت ميتشل بأن الأرقام، التي قٌدمت إلى اللجنة البرلمانية التابعة لمجلس اللوردات، قد تُسهم في التوجّه إلى إصلاح نظام الخدمات العامة في مجال الصحة والسكن والدخل وقضايا المساواة العمرية، التي إذا تحققت فإنها سترسي أسسًا لحياة كريمة في سن الشيخوخة.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
غرائب وعجائب العالم هنا © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top