جاء رجل إلى الإمام الصادق عليه السلام فقال له: آيتان في كتاب الله لا أدري ما تأويلهما.  قال الإمام عليه السلام: (وما هما)؟. قال: ?ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ? ثم أدعوا، فلا أرى الإجابة. قال له الإمام: (أفترى الله تبارك وتعالى أخلف وعده؟!). قال: لا، قال: (الآية الأخرى؟!). قال الرجل: قوله تعالى: ?وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ?، فأنفق فلا أرى خلفاً. قال عليه السلام: (أفترى الله أخلف وعده؟!). قال: لا. قال: (فَلِمَ)؟ قال: لا أدري! قال الإمام الصادق عليه السلام: (لكني أخبرك إن شاءالله تعالى، أما أنكم لو اطعتموه فيما أمركم به ثم دعوتموه لأجابكم ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم. وأما قولك تنفقون فلا ترون خلفاً، أما أنكم لو كسبتم المال من حلّه ثم أنفقتموه في حقه، لم ينفق رجل درهماً إلّا أخلفه الله عليه. ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم وإن كنتم عاصين). قال الرجل: وما جهة الدعاء؟ قال الإمام عليه السلام: (إذا أدّيت الفريضة مجّدت الله وعظمته، وتمدحته بكل ما تقدّر عليه وتصلي على النبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتجتهد في الصلاة عليه، وتشهد له بتبليغ الرسالة، وتصلي على أئمة الهدى عليهم السلام، ثم تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه، والصلاة على النبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أبلاك وأولاك، وتذكر نعمة عندك وعليك، وما صنع بك، فتحمده، وتشكره على ذلك، ثم تعترف بذنوبك ذنباً ذنبا، وتقرُّ بها أو بما ذكرت منها، وتجمل ما خفي عليك منها، فتتوب إلى الله في جميع معاصيك، وأنت تنوي أن لا تعود، وتستغفر منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ويكون من قولك: اللهم إني اعتذر إليك من ذنوبي واستغفرك وأتوب إليك، فأعنّي على طاعتك، ووفقني لما أوجبت عليّ من كل ما يرضيك، فإني لم أرَ أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلا بنعمتك عليه قبل طاعتك، فأنعم عليّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنة. ثم تسأل بعد ذلك حاجتك فإني أرجو أن لا يخيبك إن شاء الله تعالى).


0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
غرائب وعجائب العالم هنا © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top