تييري ميسان والصراع السوري


كشف تييري ميسان مؤسس أكبر موقع لجماعات المعارضة من الأوروبيين الناطقين بالفرنسية، وهو الصحفي الذي كشف الحقيقة عن انفجار البرجين التوأمين في نيويورك 11 من شهر أيلول/سبتمبر 2001، كشف النقاب عن سر الأحداث في دمشق .
الغربيون اختزلوا الصراع السوري بشكل مخيف وصوروه على أنه نزاع بين الأشخاص . حتى أن وزير الخارجية الفرنسي لم يعد يقول "الرئيس السوري" أو "بشار الأسد" لكنه ببساطة يسمي رئيس دولة ذات سيادة بـ"بشار". ومن هنا فمن المنطقي أن لا نقول "فرانسوا هولاند"، وإنما "فرانسوا" ببساطة؟ حسنا، إذا كان الأمر كذلك، فإن ما يحدث في سوريا هو عدوان خارجي من الغرب الذي يرسل المسلحين إلى البلاد. ويتراوح عددهم في تقديري في غضون العامين السابقين ما بين 200-250 ألف شخص وهذا حوالي 1٪ من السكان. دعونا نتخيل لو أنه على سبيل المثال، في فرنسا كان هناك 650 ألف من المقاتلين الأجانب والمتدربين بشكل جيد والذين يهدفون إلى تدمير البلاد. لن يكون أحداً قادر على المقاومة. أما سورية تقاوم. وعلاوة على ذلك، لم يتم استخدام إلا ما لا يزيد عن 25٪ من إجمالي القوات المسلحة. أما الباقي فهي تحمي الحدود من أي عدوان أجنبي مفترض ولو تصورنا أن تدفق المرتزقة توقف الآن بشكل فعلي فإن الأزمة ستنتهي خلال شهر فقط، وفي حال استمرت الأمور على ما هي عليه الآن فإن الأزمة ستستمر لعقود من الزمن. أما فيما يتعلق بمسألة دعم الشعب السوري لبشار الأسد أم لا.. فهنا أريد أن أشير إلى أن السوريين لا يعارضون حكومتهم.أنا لا أقصد هنا أن الشعب كله يحب رئيسه، وهذا أمر طبيعي يمكن مشاهدته في أي بلد وهناك دوماً غير راضين عن حكامهم ولذلك فإن الحديث لا يدور عما إذا كنت تدعم الرئيس أم لا، وهذه ليست نضالاً من أجل الديموقراطية كما يحاولون تصوير الأمر. الناس مقتنعون بأنهم يدافعون عن بلادهم من التدخل الأجنبي. الغرب يستند في سياساته على مبدأ: "ذنبك أنني جائع" سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ماذا سيحدث لو صمد بشار الأسد. حتى ولو كان الأسد ديكتاتوراً.. ولكن لكي يتمكن من كبح جماح البلدان الصناعية فالأمر يحتاج إلى ديكتاتور على الرغم من نعته من قبل السادة المتخمين في واشنطن وباريس وعواصم أخرى بـ"المتعصب"

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
غرائب وعجائب العالم هنا © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top