في الفيديو الذي ظهر فيه الرهينتان اليابانيتان، الثلاثاء الماضي، وهدد الملثم "الداعشي" بذبحهما بعد 72 ساعة إن لم تدفع الحكومة اليابانية 200 مليون دولار فدية للإفراج عنهما، قرائن مهمة تشير إلى أن تصوير الفيديو تم داخل استوديو، لا في العراء بمحافظة الرقة في الشمال السوري، كما يبدو لأول وهلة.
المثيرة للشكوك بطبيعة تصوير الشريط المسجل، هي خبيرة تعتقد أن الصورة الخلفية التي ظهرت في الفيديو للملثم وبقربه اليابانيان، هي صورة معدة سلفاً للبادية ليتم تركيبها في الاستوديو خلف الأشخاص المستهدفين بالتصوير، بحيث يبدو المشهد طبيعياً لمن يراه، وهي تقنية معروفة في تصوير الأفلام والمسلسلات.
ومما قالته الخبيرة فيريان خان، وهي مديرة تحرير في "كونسورسيوم" أبحاث وتحليلات عن الإرهاب، إن المشهد الذي يظهر خلف الرهينتين: الصحافي كينجي غوتو وهارونا يوكاوا، المدير لشركة تنشط في حقل الأمن الشخصي، هو نفسه الذي ظهر لدى عرض الملثم لرهائن سابقين وتم ذبحهم فيما بعد، من دون تغيير فيه.
وذكرت أيضاً أن الإضاءة في الفيديو ليست طبيعية من الشمس "بل تم تسليطها على الرهينتين من مصدرين للضوء، وكل منهما وجهته مختلفة عن الآخر"، وهذا واضح تماماً لمن يتمعن بظل الرهينتين، حيث يبدو أحدهما بدءاً من الثانية العاشرة خلف الرهينة الذي يبدو يمين المشهد، بينما ظل الرهينة الآخر مائل خلفه نحو الجهة اليمنى "ولو كان مصدر الإضاءة واحداً (وهو الشمس في هذه الحالة) لظهر الظلان في اتجاه واحد خلف الرهينتين" طبقاً لتحليلها.
وشرحت أن الواضح من الفيديو هو أن كلا من اليابانيين بدا منزعجاً من بريق الضوء المسلط عليه. أما الريح الخفيفة المتلاعبة بثياب الرهينة إلى اليمين، وأقل منه بثياب الرهينة إلى اليسار "فمصدرها مروحة تم وضعها أمام الجميع، لأن لريح العراء جلبة تؤثر على صوت المتحدث في الفيديو، إضافة أنها كانت ستبعثر بعض الغبار الرملي من برية المكان، وهذا كله ما لم يحدث" وفق تعبيرها.
إلا أن صحيفة "طوكيو تايمز" لم تورد في عددها اليوم الجمعة لمن صرحت الخبيرة بأقوالها، ولعلها ذكرت ذلك لوكالة "أسوشييتد برس" التي نقلت الشيء نفسه عن الخبيرة. لكن الصحيفة اليابانية أوردت جديداً ومهماً اليوم، وهو أن شخصاً من "داعش" اتصل بقناة NHK اليابانية "وكان للمحطة اتصال سابق معه"، وذكر أن التنظيم سيصدر بياناً حول الرهينتين "قربياً جداً" وفق ما نشرت.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق